تمتلئ القلوب بالمشاعر والعواطف التي تتراوح بين الحنين والانتماء حينما يُكتب الحديث عن الوطن. وفي كثير من الأحيان، تتجلى هذه المشاعر في أشكال مختلفة، تنبعث من قلوب تحمل الحب والاعتزاز بأرض الوطن وشعبه. واحدة من هذه القصص الملهمة هي قصة مي سلامة، الفنانة الشابة التي أسرت قلوب الكثيرين بأدائها الرائع وتفانيها في فن الفنان التشكيلي. لكن ما يميز قصة مي هو حبها العميق للسعودية والارتباط القوي الذي تشعر به تجاه هذا البلد العريق وشعبه الكريم.
ولدت مي سلامة في بلاد الأهرامات، مصر، ونشأت وترعرعت في بيئة فنية ثرية ومليئة بالإلهام. ومنذ صغرها، تغمرت قلبها بشغف الفن والإبداع، ولكن لم يكن هذا هو العامل الوحيد الذي أثر في شخصيتها الفنية. فقد كانت تُراقب بإعجاب واستمتاع كبيرين حضارة وتقاليد المملكة العربية السعودية من خلال الوسائل الإعلامية والثقافية.
عندما قررت مي سلامة الانتقال إلى المملكة العربية السعودية لمتابعة مسيرتها الفنية، لم تكن هناك أي ترددات في قلبها. بالنسبة لها، كانت هذه الخطوة خطوة نحو الوطن، حيث كانت تشعر بالتواصل العميق مع هذه البلاد قبل أن تصل إليها في الواقع. ومنذ لحظة وصولها، وجدت مي نفسها محاطة بالحب والدفء من قبل شعب السعودية، الذين استقبلوها بذراعين مفتوحين وأدوا لها الشهادات على أدائها الفني الرائع وعطاءاتها الإنسانية.
لا يمر يوم إلا وتذكر فيه مي سلامة قدر ما أوهبته لها المملكة العربية السعودية. فالتقت هنا بأصدقاء أصبحوا كالعائلة، وتعلمت هنا قيم الصبر والتسامح والتقدير. كما استمدت إلهامها وإشراقتها الفنية من جمال الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق لهذا البلد العظيم.
يقولت مي: “السعودية هي بيتي الثاني، وشعبها أهلي وأحبابي. لقد وجدت هنا ليس فقط فرصة للتعبير عن فني، بل وجدت أيضًا الحب والتقدير الذي لا مثيل له. أنا ممتنة لكل لحظة قضيتها في هذا البلد الجميل، وأتمنى أن أكون دائمًا جزءًا من هذه الثقافة الغنية والمجتمع المضياف”.
إن قصة مي سلامة هي قصة حب تربط بين فنانة ووطنها الثاني، السعودية. إنها قصة عن التضحية والإلهام والتواصل الإنساني العميق، التي تجسد العلاقة الراسخة بين الفن والثقافة والوطن.